مسيرة الملوك . Морган Райс
Чтение книги онлайн.
Читать онлайн книгу مسيرة الملوك - Морган Райс страница 8
كان غاريث يصلي أن يبقى الأمر على ما هو عليه. لقد مرت عقود عديدة على آخر محاولة لاغتيال الملك, وخشيَ غاريث أن يتم التحقيق في الأمر, وأن يبحثوا بشكل مكّثف عمّن قام بهذا الفعل. إذا نظرنا إلى الوراء فقد كانت محاولة تسميمه محاولةً غبية. كان والده لا يقهر, وكان عليه معرفة ذلك. والآن لا يمكنه الشعور سوى أنها مسألة وقت حتى يتم اكتشاف أمره. سيكون عليه أن يفعل ما بوسعه كي يثبت تلك التهمة على تور كي يتم إعدامه قبل فوات الأوان.
على الأقل استطاع بطريقةٍ ما أن ينقذ نفسه: بعد أن فشلت تلك المحاولة, قرر إلغاء عملية الاغتيال. والآن شعر بالارتياح. فبعد أن فشلت تلك المؤامرة, أدرك ان جزءاً منه, داخل أعماقه, لا يريد منه أن يقوم بقتل والده, لا يريد منه أن يلطّخ يديه بدمه. فهو لن يكون ملكاً, من الممكن ألّا يصبح ملكاً أبداً. ولكن بعد أحداث هذه الليلة, التي انتهت بشكل جيد بالنسبة له. على الأقل سيكون حرّاً الآن. لا يمكنه تحمّل هذا التوتر كله إذا قام بإعادة المحاولة مرة أخرى: السريّة ومحاولة إخفاء الأمور والقلق الدائم من أن يتم كشفه, لقد كان ذلك كثيراً جداً بالنسبة له.
وبينما كان يذهب ويجيء داخل غرفته ببطء, أصبح الوقت متأخراً جداً وبدأ يهدأ قليلاً. وبينما كان يشعر بالرضا عن نفسه ويستعد للنوم, سمع صوت باب يُفتح بعنف, والتفت فرأى باب غرفته مفتوحاً. لقد كان فيرث, عيناه واسعتين ويلهث بشدة, يندفع داخل الغرفة كما لو أنّ أحداً كان يطارده.
"إنه ميت!" صرخ فيرث. "إنه ميت, أنا قتلته. إنه ميت!"
كان فيرث في حالة هيستيرية وينحب بشدة, ولم يكن لدى غاريث أي فكرة عمّا كان يتحدث عنه. هل كان في حالة سكر؟
كان فيرث يركض في جميع أنحاء الغرفة, يصيح ويبكي ويشبك يديه ببعضها, وفجأة لاحظ غاريث كفيه, لقد كانت يداه مغطاة بالدماء, وكان رداءه الأصفر ملطّخاً باللون الأحمر.
استطاع غاريث استيعاب الأمر, لقد قام فيرث بقتل شخصٍ ما, ولكن من؟
"من هو الميت؟" سأل غاريث. "من الذي تتكلم عنه؟"
ولكن فيرث كان في حالة هستيرية, ولا يمكنه أن يركّز. ركض غاريث باتجاهه, أمسكه من كتفيه وهزه بقوة.
"أجبني!"
فتح فيرث عينيه, وحدّق بغاريث.
"أبوك, الملك! إنه ميت, لقد قتلته بيدي!"
شعر غاريث كما لو أن سكيناً دخلت في قلبه وهو يسمع تلك الكلمات.
كان يحدق به, جاحظ العينين ومتجمداً في مكانه, ويشعر بأن جسده بدأ يتخدر بشكل كامل. أفلت فيرث ورجع عدة خطواتٍ إلى الوراء, وحاول أن يتلقط أنفاسه. كان يمكنه معرفة أن فيرث يقول الحقيقة من كلّ تلك الدماء التي كانت عليه. لا يستطيع فهم ذلك. فيرث؟ الصبي الهادئ؟ وصاحب الإرادة الأضعف بين أصدقائه جميعاً؟ قام بقتل والده؟
"ولكن.. كيف ذلك؟" قال غاريث وهو يلهث. "متى قمت بذلك؟"
"لقد حدث ذلك في غرفته," قال فيرث. منذ لحظات قليلة. لقد قمت بطعنه."
بدأ غاريث يستوعب ذلك كله, وبدأ يستعيد عقله ودهائه. لاحظ أن الباب مازال مفتوحاً, ركض نحوه بسرعة وقام بإغلاقه, تحقق قبل ذلك من عدم وجود أحد يراقبه من الحراس. ولحسن الحظ كان الممر فارغاً. ثمّ سحب الترباس الحديديّ الثقيل وقام بقفل الباب.
سارع عبر الغرفة باتجاه فيرث, الذي كان لا يزال في حالة هيستيرية, وحاول غاريث أن يقوم بتهدئته. إنه يحتاج